12:34 pm
نشاطات
شهادات
صلوات
دليل الزائر
كتب عن الأخ إسطفان
فيديو
مواقع دينية أخرى
السجل الذهبي
إتصل بنا
محتوى الموقع
بيان الخصوصية
الأخ اسطفان - "ألله يراني"
        ذكر المعاصرون والمقرّبون من الطوباوي الأخ نعمه، أنّه كان يردّد دائمًا، في السرّ والعلن، هذه العبارة: "ألله يراني". فيضع الله نصب عينيه، ويقوم بجميع أعماله، وكأنّه في حضرة الله. كان يردّدها متيقّنًا أنّ الله يشخص إليه، ويلج إلى عمق أعماقه، ليسبر غور أفكاره ورغباته.

        "ألله يراني"، كانت شعارًا لحياة المكرّم الأخ إسطفان نعمه، متأمّلاً في مغزاها الروحي، ومعتصCopyright Imageمًا بها، إبّان التجارب والصعوبات التي كانت تعكّر صفاء ذهنه وطهارة أفكاره ونقاء مخيّلته. فكرة الله كانت المسيطرة على جميع أفكاره، ألله الله دائمًا. ألله هنا، يهمس في قلبه، فيصبح العمل أكثر نشاطًا، والألم أقلّ وجعًا.
"ألله يراني" وتسهل الطاعة، ويطيب الفقر، وتبتعد التجربة.
"ألله يراني" والنشاط يلتهب، والقوى الجسديّة تنشط.
"ألله يراني" والنيّة تصفو، والاستحقاقات تتضاعف. 
        "ألله يراني" وفكرة الله لا تفارق الطوباويّ. وكانت المكافأة في السماء فرحًا أبديًّا. فكرة الله كانت فيه وحوله. في زقزقات العصافير، واخضرار الأشجار، في جمع غلال الحصاد ودرس القمح على البيادر، كان يرى الله في هذه جميعها فوق كلّ شيء، فوق امتلاك الثروات والأموال، وفوق التمتّع بالصحّة والعافية. لا يكتفي الحبّ بالحضور، بل بالحديث مع المحبوب. حديث احترام وثقة وفرح. كان يصلّي باحترام عميق " ألله يراني". "ألأبانا" فعل رجاء وشكران، يلفظها بعذوبة فيملأ حضور الله قلب الراهب المصلّي فرحًا وتعزية. ما كان يباشر عملاً أو صلاة، إلاّ بعد خشعة يقول فيها: الآن سأخاطب الله، "ألله يراني". فيزداد لهيب نفسه، ويرتفع بتقوى حارة، ويغمره سلام سماويّ. "ألله يراني" شعار حقّقه بالفعل الأخ اسطفان. عمل في كلّ مناسبة، مدّ عمره على ممارسة كلّ ما يرضي الله، قرّر تحت نظر الله، أن يطيب بعينيّ الربّ. عمل بكمال المحبّة، عبّأ يومه بأعمال صغيرة مُلئَت بالمحبة. فطوباك، إسطفانوس، يا راهبًا كاملاً، خصّصت أعمالك لله لخلاصك.

        "ألله يراني"، ترضى الموت قبل أيّ إثم. ومن ربّك حزت مجدًا كاملاً. وعُدْت من أعلى السماء، مقرّك، تبذر الخيرات والنِّعم.