10:37 am
نشاطات
شهادات
صلوات
دليل الزائر
كتب عن الأخ إسطفان
فيديو
مواقع دينية أخرى
السجل الذهبي
إتصل بنا
محتوى الموقع
بيان الخصوصية
الأخ اسطفان - جثمانه
        إن الربّ الإله جبلَ الإنسان ترابًا من الأرض، ونفخ في أنفه نسمة حياة، فصار الإنسان نفسًا حيّة". فالإنسان بعد أن يفارق الحياة يعود جسده إلى التراب الذي أُخذ منه، فهذه هي سُنَّة الموت والحياة. يظنّ بعض الناس أنّ الله يعصم من الفناء والبلاء أجساد البعض من أوليائه القدّيسين، إظهارًا لسموّ قداستهم، وسماحًا منه لتكريمهم. ويظنّ البعض الآخر أنّ الله يُبقي بعض أجساد القدّيسين سليمة من الفساد، ليجعلهم قدوة صالحة، ومثالاً حيًّا للمؤمنين. لكنّ الأصحّ هو أنّ عدم بلاء الجسد وفنائه ليس وحده برهانًا لإظهار قداسة من لا يبلى جسده بعد الموت. فهناك قدّيسون عديدون بليت أجسادهم بعد موتهم ورفعتهم الكنيسة على مذابحها وأعلنتهم قدّيسين. Copyright Image
        فبعد موت الأخ إسطفان بثلاث عشرة سنة، أي سنة 1951، توفّي الأب يوسف الصوراتي، في دير مار قبريانوس ويوستينا – كفيفان، فجاء الإخوة الرهبان ليدفنوه، فتحوا المقبرة، فوجدوا جثمان الأخ إسطفان ما يزال حيًّا، وكأنّه توفّي لساعته. فكان لا يزال على طراوته، كاملاً بكلّ أعضاء جسده، وشعر رأسه ولحيته لا يزال محفوظًا من السقوط وثيابه لم يدخلها السوس ولم يتآكلها الهري. فنُقل عن حضيض أرض المقبرة، ووضع في تابوت. وسنة 1962، كُلِّف طبيب من قبل رئيس دير كفيفان الأب اغناطيوس خشّان المحترم، للكشف على جثمان الأخ إسطفان. فوجد كافّة أعضائه الجسديّة لم تزل سليمة، من أيّ فساد، أو تشويه ظاهر.
        أمّا لون الجسم فهو مائل للاسمرار، وتبدو الأطراف ليّنة، وشبه طبيعيّة، وكذلك جلد البطن وعضلاته. أمّا الشعر، فلم يزل محفوظًا من السقوط. وبعد أن علِمَ سكّان جوار دير كفيفان، واللّبنانيّون جميعًا، ببقاء جثمان الأخ إسطفان نعمه، حيًّا، وانتشر خبر حفظه من الفساد، تقاطرت الجماهير لزيارة ضريحه، تيمّنًا بنيل بركة منه... وعلى إثر ذلك، أمرت السلطة العليا في الرهبانيّة بإغلاق باب المقبرة، وإحكام سدّ التابوت، الموجود ضمنه جسد الأخ اسطفان، وهو لا يزال حيًّا، وخاليًا من الفساد حتّى يومنا هذا. فدعوى ذلك الأخ العامل أخذت طريقها إلى ميناء القداسة بعد أن بقي لنا جسده شاهدًا على هذه القداسة، ومثالاً لنا لكي نعيش عمق حياتنا المسيحية بقداسة وطهارة، ونقترب من الله القدّوس، الذي يدعونا وينادينا دومًا لكي نمتلىء من محبّته الأبويّة، غاية وجودنا، وطريقنا إليه.