|
|
|
ذات يوم، وبينما كان يوسف (الأخ إسطفان) يجدّ في عمله، في الحقل، رأى حيوانًا بريًّا صغيرًا، "الغْرَيْرْ"، يجري مسرعًا، بجانب الحقل، الذي كان يعمل فيه، ثمّ يدخل إلى فوهة مغارة هناك، لم يكن قد دخل إليها أحد من ذي قبل. فتقدّم يوسف على مهل، وانحنى، ونظر داخلاً، فرأى أنّه يستحيل الدخول إليها، بسبب ضيق فوهتها. فانبطح يوسف على بطنه، وانساب إلى داخلها. فبدا له أنّ أرضها شديدة الرطوبة. فقال في نفسه: "لا شكّ أنّه يوجد هنا نبع ماء". فحفر أرضها، ورفع الحجارة، وإذا بالماء ينبجس بغزارة من داخلها. فصاح يوسف: "هذا نبع الغْرَيْر". وسرعان ما انتشر خبر اكتشاف ذلك النبع. وعمّت الفرحة أبناء قرية لحفد. وهذا ما عبّر عنه شقيقه نعمة الله، بقوله: "هو (أي الأخ إسطفان) الذي أخرج لنا هذا النبع، المدعوّ "نبع الغرير"، من قلب هذا الصخر، وهو أنّه شاهد حيوانًا دخل تحت هذه الصخرة، فتبعه حتّى أمسك به، وأخرجه. فشعر حينئذٍ بوجود ماء هناك. فعمل على إخراجه. فكان الينبوع، الذي به أصبحنا وسط جنّة غنّاء، بفضل أخينا المحبوب"، وذلك سنة 1903.
|
|
|
إنّ الزائر الكريم لدى وصوله إلى أرض الأخ إسطفان يجد نفسه في واحة من الخير والحياة. يمشي خلالها ويتأمّل بجمالات الخلق وخيرات الطبيعة وسحرها. في طريقه، محطّات روحيّة تدفعه للصمت والتأمّل والصلاة فيفرغ ذاته من هموم الحياة وضجيج أيّامه ويمتلئ من حضور الله من خلال طيف الأخ إسطفان الذي أحبّ الطبيعة وأعطاها من تعبه وسقاها بعرقه. |
|
|
بالقرب من بيت الطوباوي في لحفد، يوجد مكتبة للتذكارات يستطيع الزائر الحصول منها على تذكارات تحمل صورة الطوباوي الأخ إسطفان أو قدّيسين آخرين، كما وفيها خشبيّات ولوحات ومسابح... وأواني الفخّار والرِّزين المصنوعة خصّيصًا لأخذ بركة مياه من نبغ الغرير الذي نبشه الأخ إسطفان قبل دخوله إلى الدير.
|
|
|
أمام البيت الوالدي باحة كبيرة، خضراء، تُستَخْدَم للقيام بالاحتفالات الدينيّة الخاصّة بالأخ إسطفان، أُقيم في هذه الباحة مذبح من الصخر، احتُفِل بأوّل قدّاس فيها في 30 آب 2009 بمناسبة ذكرى وفاة الأخ إسطفان اليوم الّذي اعتمدته الكنيسة للإحتفال بعيده. |